في حين تواجه النظم البيئية للمحيطات ضغوطاً متزايدة من عوامل الضغط المتزامنة والمتفاعلة، بما في ذلك الصيد الجائر، والتلوث، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، والتحمض، وإزالة الأكسجين، والأنشطة الصناعية الناشئة مثل التعدين في أعماق البحار، يهدف موجز السياسة الصادر عن مركز الدراسات الدولية إلى تقديم اعتبارات رئيسية لصناع السياسات في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث حول المحيطات والغلاف الجوي، الذي سيعقد في الفترة من 3 إلى 9 يونيو/حزيران في نيس، فرنسا.
يُظهر هذا الموجز كيف يُمكن للمناهج التعاونية القائمة على العلم أن تُحقق فوائد مشتركة في مواجهة التحديات العالمية، بدءًا من التخفيف من آثار تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي، وصولًا إلى تخفيف وطأة الفقر وتحسين الصحة العامة. وبالاستناد إلى أمثلة لأفضل الممارسات على مختلف المستويات، يُوضح الموجز كيف يُمكن للعلم المُنتج بشكل مشترك أن يُسهم في إيجاد حلول شاملة، والتعاون بين القطاعات، ودبلوماسية علوم المحيطات.
الإنتاج المشترك للمعرفة القابلة للتنفيذ في مجال المحيطات من أجل إيجاد حلول تحويلية والتعاون العالمي
المجلس الدولي للعلوم (٢٠٢٥). الإنتاج المشترك للمعرفة العملية المتعلقة بالمحيطات من أجل حلول تحويلية وتعاون عالمي. باريس.
تحميليُعدّ المحيط أساسيًا لجميع أشكال الحياة على الأرض، فهو يُنظّم المناخ، ويُوفّر الطاقة المتجددة، ويدعم الأمن الغذائي، وسبل العيش، والرفاهية، والتراث الثقافي لمليارات البشر. كما يُمكن للمحيط أن يكون حافزًا للتعاون الدولي، مُتجاوزًا التوترات الجيوسياسية، ومُؤمّنًا الاستقرار والسلام.
ومع ذلك، تتعرض صحة المحيطات وقدرتها على الصمود لخطر متزايد. فقد تدهورت بالفعل ما يصل إلى 60% من النظم البيئية البحرية أو استُخدمت بشكل غير مستدام، ويدفع الأثر التراكمي لعوامل ضغط متعددة المحيطات نحو نقاط تحول بيوفيزيائية واجتماعية وبيئية. وتنذر هذه التغيرات المفاجئة بعواقب لا رجعة فيها على تنظيم المناخ، والتنوع البيولوجي، والأمن الغذائي، والعدالة الاجتماعية، والاستقرار العالمي.
لذا، فإن حالة المحيطات ليست مجرد قضية بيئية محلية، بل تُشكل تهديدًا عالميًا للتنمية المستدامة وتحقيق الأهداف المجتمعية المشتركة. يُشدد الموجز السياسي على الحاجة المُلِحّة إلى نُهُج متكاملة قائمة على العلم للحفاظ على المحيطات وإدارتها المستدامة، وربط الجهات الفاعلة والقطاعات والتخصصات. فمن خلال هذه الجهود المتكاملة فقط، يُمكننا تجنُّب التحوّلات الحرجة التي لا رجعة فيها في النظام البيئي، وضمان مستقبل مستدام وعادل وسلمي للجميع.
استعدادا ل منظمة الأمم المتحدة للمنظمة الدولية - 3وقد عقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، برئاسة مشتركة من فرنسا وكوستاريكا، اجتماعا مجموعة خبراء المحيطات تتألف من علماء بارزين في العلوم الطبيعية والاجتماعية من خلفيات متنوعة. أُنشئت مجموعة خبراء المحيطات لضمان إثراء مناقشات المؤتمر ونتائجه بالمعرفة العلمية المتينة ومتعددة التخصصات.
يقوم الموجز السياسي الذي تم إصداره حديثًا، والذي طورته مجموعة خبراء المحيطات، بتلخيص الأدلة عبر التخصصات والمقاييس لتقديم رؤى محيطية قابلة للتنفيذ لصناع القرار وتسريع تنفيذ الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.
يتمحور هذا الموجز حول دعوةٍ إلى تحوّلٍ جذري نحو علوم محيطاتٍ متعددة التخصصات، تُنتج بشكلٍ مشترك، وتشتمل على أنظمة معرفية متنوعة، لا سيما تلك الخاصة بالمجتمعات الأصلية والمحلية. ويتطلب تحقيق ذلك إشراكًا فعّالًا لجميع الجهات الفاعلة في جميع مراحل عملية البحث، بالإضافة إلى معالجة أوجه عدم المساواة الهيكلية في التمويل والبنية التحتية والقدرات. ويُعد هذا النموذج التشاركي لإنتاج المعرفة بشكلٍ مشترك أمرًا أساسيًا لإرساء حلولٍ عادلة ومبتكرة ومراعية للسياق.
يُتيح مؤتمر UNOC-3 فرصةً حيويةً لمواءمة العلوم والسياسات والآراء المتنوعة في صياغة أجندة محيطات أكثر شمولاً ومرونة. ومن خلال تعزيز المعرفة المُنتجة بشكل مشترك والنهج المتكاملة، يمتلك المجتمع الدولي القدرة على ضمان مستقبلٍ تعاونيٍّ وعادلٍ ومرنٍ لمحيطنا العالمي.
الصورة بواسطة شاه شهيد on Unsplash.