حساب جديد

خبراء يدعون إلى ترسيخ جهود استدامة المحيطات في مجال العلوم، قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بحماية المحيطات

في يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 2025، عقدت مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة المعنية بالعلم من أجل العمل إحاطة علمية رفيعة المستوى لدمج أحدث الأدلة والحلول العلمية في المناقشات التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2025 (UNOC-3). وقد جمعت الإحاطة، التي عقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، خبراء المجلس الدولي للعلوم بيتر م. هاوجان وإميلي تويج، الذين تفاعلوا مع صناع السياسات، وتناولوا الأسئلة المتعلقة بالعلم، وقدموا رؤى علمية رئيسية لإعلام المداولات وصنع القرار بشأن أجندة المحيطات.

مجموعة الأصدقاء المعنية بالعلم من أجل العملبرئاسة مشتركة من الممثلين الدائمين لبلجيكا والهند وجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، وبدعم نشط من لجنة الأمن الدولي و اليونسكو بصفتها أمانة مشتركة، نظمت إحاطة مع خبراء من مختلف المجالات العلمية المتعلقة بالمحيطات لاستكشاف التطورات العلمية الأخيرة والمعرفة القابلة للتنفيذ استعدادًا للمؤتمر الدولي المقبل منظمة الأمم المتحدة للمنظمة الدولية - 3.

UNOC-3: لحظة حاسمة للعمل في المحيطات

UNOC-3، يركز على تعزيز تنفيذ هدف التنمية المستدامة (الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة بشأن الحياة تحت الماءيأتي هذا في وقت حرج - قبل خمس سنوات فقط من الموعد النهائي المستهدف لخطة 2030. وعلى الرغم من الالتزامات السابقة، الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة هو أحد الأهداف الأكثر انحرافًا عن المسار في جميع مناطق العالم، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى أن تعمل عملية الأمم المتحدة الثالثة في جنيف ليس فقط على دفع التعهدات القوية ولكن أيضا إلى اتخاذ إجراءات جماعية ملموسة.

وتتمثل الخطوة الأولى الحاسمة في تعزيز الواجهة بين العلوم والسياسات وضمان أن تكون مداولات ونتائج مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالمحيطات في البحر الكاريبي ــ وخاصة الإعلان السياسي ــ مبنية على أحدث وأفضل المعارف العلمية المتاحة، مع تحديد مسارات جماعية وتحويلية لمعالجة تحديات استدامة المحيطات.

دمج العلوم في المداولات والإجراءات المتعلقة بالمحيطات

مع التركيز على التعمق في الرسائل العلمية الموجهة إلى UNOC-3، جمعت هذه الجلسة العلمية مجموعة متنوعة من الخبراء:

وسلط الخبراء الضوء على التحديات الرئيسية المتعلقة بالمحيطات وأسبابها الجذرية وتأثيراتها، والروابط مع القضايا العالمية الأوسع نطاقًا وكيف يمكن للحلول القائمة على العلم أن تولد فوائد مشتركة وتعزز التنمية المستدامة المتكاملة. بالإضافة إلى ذلك، ركزت الجلسة على مسارات تطوير اقتصادات مستدامة قائمة على المحيطات، مؤكدة على كيف يمكن للإدارة المسؤولة للموارد البحرية - عبر قطاعات مثل مصايد الأسماك والسياحة والطاقة المتجددة - أن تدفع النمو الاقتصادي والحفاظ على المحيطات.

مرونة المحيطات معرضة للخطر

وكما أشارت إيميلي تويج، فإن المحيط يشكل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، حيث يوفر قيمة هائلة للبشرية ويلعب دوراً محورياً في صحة الكوكب. ومع ذلك، تواجه الحياة البحرية عدداً لا يحصى من الضغوط المتزامنة والمترابطة.

لقد امتص المحيط أغلب الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي وما بين ربع وثلث ثاني أكسيد الكربون الزائدوعلاوة على ذلك، فإن أغلب المياه العذبة الموجودة على اليابسة والجليد تتجه في نهاية المطاف إلى المحيط. ورغم أن هذا يعكس قدرة المحيط المذهلة على المساهمة في مرونة الكوكب، إلا أن هذه القدرة بلغت حدودها القصوى في ظل الظروف المتغيرة التي تؤثر على كل أشكال الحياة على الأرض، بما في ذلك البشر.

إن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة انبعاثات الكربون وذوبان الجليد المتسارع يفرض ضغوطاً كبيرة على النظم البيئية للمحيطات. ويتطلب التصدي لهذه التحديات تعزيز التعاون الدولي وتبادل البيانات والبحث العلمي المتطور واتخاذ القرارات القائمة على العلم.

بناء القدرات العلمية لسد فجوات المعرفة وتصميم الحلول

وأكد تويج أن الفجوات في المعرفة المتعلقة بالمحيطات تترجم إلى فجوات في فهمنا للكوكب ككل. ولا يساعدنا العلم على فهم هذه التحديات فحسب، بل يقدم لنا أيضًا حلولاً عملية - من إعلام تطوير أنظمة الإنذار المبكر إلى تصميم المناطق البحرية المحمية التي تدعم التنوع البيولوجي ومصائد الأسماك المستدامة.

إن بناء القدرات العلمية العالمية ــ وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ــ يشكل مفتاحا لضمان اتخاذ القرارات الشاملة على كافة المستويات، من المستوى المحلي إلى العالمي. ومن خلال تبادل المعرفة وخاصة البيانات الموحدة، يمكننا تحقيق فهم أوسع للمحيط، بما يعود بالنفع على الجميع.

يتطلب المحيط العالمي عملاً جماعياً

بدافع 40% من المحيط يقع ضمن المناطق الاقتصادية الخالصةوتتطلب المراقبة والإدارة الفعالة تعاونًا دوليًا قويًا على المستويين العلمي والسياسي.

وقد عززت مساهمة هاوجان ضرورة التعاون العالمي القوي بشأن المحيط: "لا يوجد سوى محيط عالمي واحد. إنه يوحدنا جميعًا". وباعتباره ملكًا عالميًا مشتركًا، يتطلب المحيط العمل الجماعي والتعاون.

محيط مزدهر من أجل اقتصاد مزدهر واستقرار مناخي

وعلاوة على ذلك، أكد هاوجان على الدور الحيوي للمحيط في معالجة التحديات العالمية، مسلطًا الضوء على أن قطاعات الاقتصاد الأزرق - بما في ذلك النقل والطاقة المتجددة ومصائد الأسماك جنبًا إلى جنب مع الإدارة المستدامة للمحيطات - يمكن أن "تسد ثلث فجوة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في عام 2050 بين الانبعاثات المتوقعة والانبعاثات التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بأقل من درجتين مئويتين". ومع ذلك، أكد أن تحقيق هذه الإمكانات يتطلب محيطًا صحيًا، مما يجعل الاستثمار في الحفاظ على البيئة والإدارة القائمة على النظم الإيكولوجية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

ورغم أن استعادة المحيطات أمر ضروري، فإن الاستثمار في الحفاظ عليها أكثر فعالية من حيث التكلفة من إصلاح الأضرار. ولابد أن يدمج اتخاذ القرارات الفعّالة بشأن الاستخدام المستدام للمحيطات المعرفة العلمية والتقليدية والمحلية لدفع العمل الهادف على أرض الواقع.

الطريق إلى UNOC-3

وقد أبرز هذا الإيجاز العلمي حقيقة بالغة الأهمية: فالمحيط يلعب دوراً أساسياً في الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية والرفاهة الاجتماعية. ويعتمد إطلاق العنان لإمكاناته في تنظيم المناخ ورفاهية الإنسان والأمن الغذائي وصحة الكوكب على استعادة محيط صحي ومرن والحفاظ عليه.

إن المحيط العالمي واحد، والعمليات الجارية في منطقة واحدة لها عواقب بعيدة المدى تتجاوز الحدود الوطنية. ومن الممكن أن يضمن التعاون الدولي، المستنير بأحدث المعارف العلمية، التوصل إلى حلول فعّالة للتحديات العالمية المطروحة. ومع قيام الدول الأعضاء بصياغة التزاماتها المقبلة تجاه المحيط، فإن الاستفادة من الرؤى العلمية وترجمتها إلى إجراءات ملموسة سوف تشكل عنصراً أساسياً.

ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة المعني بالمحيطات، يتعين على المجتمع العلمي العالمي أن يستخدم هذا الزخم لضمان أن تكون جهود استدامة المحيطات مستندة إلى أحدث الأدلة والحلول العلمية، مما يساهم في تحقيق خطة عام 3.


تصوير سنيهال كريشنا on Unsplash